تخطت أعماله 7 البومات (أكثر من 100 أغنية)، لكل أغنية رسالة كبيرة، روني باسم، لم يتعلم المفهوم التقني للموسيقى، بل أتت من خلال الموهبة والالهام، هو شخصية فريدة من نوعها، عشق الموسيقى منذ الصغر، عاش فترة 3 عقود في الولايات المتحدة الاميركية قبل ان يعود الى وطنه الام لبنان منتصف عام 2014، محاولاً أن يبرز موهبته الفنية وينشرها إلى كل لبناني نسي وطنه وبات في رحلة ضياع.
من هو “روني باسم” – دراستك – وظيفتك – مسيرتك المهنية؟
أصف نفسي بالمشرد من دون مأوى يسعى لاقتلاع تراث لبنان من خلال مد أجنحته لجلب الحرية الى داخله. ويبقى التناقض الذي يكمن بين التسمية الاميركية “روني” والتسمية اللبنانية “باسم”، تلقيت دراستي الدنيا في المدرسة الاميركية في طرابلس، قبل أن أتم دراستي العليا في الولايات المتحدة الاميركية من جامعة “جورج مايسون” حيث درست علم الاقتصاد القياسي. كم أنا مهووس بالأرقام “>بين 1983 و2000 شغلت منصب المدير المالي لشركة عالمية في واشنطن فعملت لديهم في دول عديدة كألمانيا، انكلترا، النمسا والمملكة العربية السعودية. توجهت الى العراق عام 2008 فترة 18 شهراًُ قبل أن يأخذني عالم الارقام الى افغانستان، بلد الحرمان والتشنج، لكنها أنعمت علي بأشياء لم أكن أتوقعها، فخلال تواجدي في العزلة في العراق وأفغانستان، بدأت رحلة البحث عن “الروح” فاكتشفت أن الكتابة والتأليف الموسيقي هما المتنفس الوحيد للقيام بأمور عجيبة تحملني الى عالم آخر بعيداً عن قوقعة العيش المحدود.
لذلك أنا أتابع هذا الطريق على أمل مغادرة بلد المهنة، والخروج من أفغانستان ليحط بي الرحال إلى لبنان.
متى انطلقت بمسيرتك المهنية وأين؟
كان عام 1997 بالنسبة لي محطة ابداعية أولى في مجال الموسيقى، لكنها لم تصب بخانة الاحتراف، بل عدت من خلال موهبتي التي اكتشفتها منذ 17 عاماً. لكن وبعد أن مكثت في أفغانستان وبعد أن اتخذت قرار النقمة في حياتي بما أن العيش في تلك الجولة كان كارثياً، تحولت تلك النقمة الى نعمة بعد أن اتخذت قراري ببناء استوديو خاص في تلك “الزنزانة ” الذي بعث لي الامل، بل افرز طاقاتي الابداعية، حيث كان نتاج 9 البومات موسيقية خلال فترة عامين كافياً لتمسكي بالتأليف الموسيقي على حساب العزلة.
لماذا اخترت الموسيقى الى جانب مهنتك؟
خلال طفولتي ومع فقداني لابي العزيز، كنت قد ترعرعت مع 6 من أخوالي الذين كانوا بمثابة آباء حقيقيين حتى أن تأثيرهم على مسيرتي كان كبيراً. كل واحد منهم كان رفيقي الروحي ما أثر ايجاباً على تأليفي للموسيقى التي كانت مختلفة من ناحية الذوق والاداء. لطالما جذبتني كلاسيكيات فيروز، وتميز ازنافور الى غربيات اينغلبرت، قبل أن تأسرني روحية ال “بي جيز”. حتى أن رحلتي مع المدرسة الموسيقية القديمة كانت محور اهتمامي فكم أحببت محمد عبد الوهاب وعبد المطلب حينها وكم أستعيد موسيقاهم بين حين وآخر. أما من شجعني على البقاء في طريق الابداع الموسيقي هو الملاك “غابرييل” الذي أشعر بأنه يرافقني في كل لحظة من حياتي.
ما الذي يجعل موسيقاك مختلفة عن الآخرين؟ وكيف تقيمها؟
أنا لا اقارن موسيقاي مع أي موسيقي آخر حتى تتم مقارنتي بغيري. كل ما أقوم به هو ترجمة حقيقية لما يمكث في داخلي، أشعر وكأني أريد أن ابعثها من داخلي لأنشرها الى الناس. وبما أني ضليع في لغة الارقام، ساهم هذا الأمر بالقيام بعملية تنسيق البرمجيات الموسيقية، بل مزجها في إطار منظم ومحكم قبل أن أختم أي عمل موسيقي. لذا، كل ما أشعر به أترجمه عبر لمساتي على لوحة المفاتيح. وبما أن الموسيقى هي لغة الروح لذا فأنا قريب جداً من الجوانب الروحية، فكم انا مستاء من النفوذ الغربي ومدى تأثيره على موسيقى الراب في مجتمعاتنا المحلية والعربية. ما أصبو اليه هو أن يعي الشباب العربي ان الغرب هم الذين سرقوا تراثنا، بل أكلوا عقولنا، فأدعوهم ألا يقلدوا حثالة الشعوب في الموسيقى والغناء.
ما هي برأيك العوامل التي دفعتك للوصول الى تلك الموسيقى المبتكرة؟ وما هي الصفات التي تتمتع بها والتي ساهمت بتطور موسيقاك؟
ان العامل الوحيد الذي يقودني الى الابداع الموسيقي يكمن فقط في مدى حنيني وشوقي الى لبنان، علما إني كنت في المنفى لأكثر من 30 عاما وشهدت تراكمات كثيرة من الألم، لكني كنت دائما أتطلع الى النتيجة. لدي القدرة على اختيار العودة الى الوطن، لقد ضحيت بما يقرب 7 سبع سنوات متنقلا بين أحضان العراق وأفغانستان، وكلها لغرض واحد هو العودة الى الوطن والأمل في أن تحدث فرقا، وأنا أتحدى أي لبناني يعيش في الخارج، سواء في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وأستراليا، إذا كان يعرف معنى السعادة والفرحة. يمكن لأي شخص ولد في أرضنا المقدسة أن يجول العالم بأسره كما فعلت، ولكن لا يمكن أن يجد النعيم من دون العودة إلى وطنه الام.
ما هي خططك المستقبلية؟ وما هي الاهداف التي تأمل تحقيقها؟
هناك المزيد من الاهداف للمستقبل القريب، كما أنني متحمس لفكرة إطلاق شركتي الخاصة تحت اسم “او” من خلال مساعدة أهل الخير حولي. الهدف من وراء تأسيس تلك الفكرة هو نشر الوعي بين الشباب لإيجاد الوسائل اللازمة للتحدث إليهم والتقرب منهم، وليس فقط مع الموسيقى، ولكن مع بعض المحاضرات التي أود أن أنشرها بينهم بشأن جوهر لبنان والتأثيرات السلبية للقوى الخارجية. وبعد اجتماعي بهيلاري كلينتون، وبعد أن عملت (وافد) على العقود العسكرية الأمريكية خلال مسيرتي، أتاح لي الفرصة لتصوير بعض الحقائق التي أنا بحاجة الى مناقشتها.
نرى في موسيقاك حنيناً الى لبنان، ماذا تقول للذين هاجروا بلدهم وليسوا بوارد العودة؟
تماما كما ذكرت سابقاً، إذا لم يكن لدى اي مغترب أو مهاجر أي خطة للعودة الى الوطن، فهم لن يتطلعوا لحياة هنيئة وسعيدة. أقول هذا مع اليقين أن اللبنانيين تاقوا للمجيء الى لبنان، تماما مثل الأم التي افتقدت طفلها. لم يكن لديهم أن يضيعوا 30 سنة مثلي للتيقظ للأمر الواقع، وهو العودة، ليس فقط من أجلهم، ولكن الأهم من أجل لبنان لأنه بحاجة قصوى وملحة لعودتهم
كيف تصف المرأة في عملك الموسيقي؟
هناك شيء دائماً ما يحيرني في المرأة من “المكياج”، تزيين الشعر” وانتعال “الكعب العالي”، لذلك كتبت أغنية لبنانية بعنوان” موال سكربيني”. بغض النظر عن المشاعر وراء أي إنتاج الموسيقى، أعتقد أن هناك رؤية خاصة للمرأة على كل رجل أن يتمتع بها إذا أراد تلك المرأة أم تلك. هذه المرأة يمكن أن تكون أمه، شقيقته، أو حبيبته حتى زميلته الروحية. “إذا اختفت المرأة من الوجود، فواجب على الموسيقى أن تتوقف” فالمرأة والموسيقى يشكلان فراغا أعمق من الجحيم إذا لم يتواجدا بيننا.
نرى “التكنو” في موسيقاك، ما الذي اخذك الى هذا النمط من الموسيقى؟
إن موسيقى التكنو هي البهجة بحد ذاتها بمفهوم إيجابي للغاية من الطاقة. إذا استمعت إلى دي جي تيستو فأنت لست بحاجة إلى اكتشاف نشوة أخرى. هذا نوع معين من الموسيقى لديه أعلى “تردد الذبذبات” من أي شيء آخر. مثل هذا التردد يمكن أن يجعلك تتخطى الجسد المادي وتتمتع بشعور رائع. ومع ذلك، ليس كل تكنو هو البهجة، بل عندما تطوره من خلال التحولات المناسبة فهو يرفعك الى منزلة لا يمكن لأحد الوصول اليها.
هل لديك أي طموح سياسي أو مهني معين؟ وهل تعتقد بأن الموسيقى تستحق بأن تحظى باهتمام أكبر؟ لماذا؟
كل ما هو موجود على الفيسبوك يمثل ما أطمح اليه: أود أن أذكر سياسيينا أن لدينا زيارة قصيرة الى هذا العالم الصغير ورحلة وداعنا ستكون طويلة. كم أتمنى أن أذكرهم بأننا جئنا الى هذا العالم أطفالاً أبرياء ونخرج منها رجالا هشين، وسوف ننسى هذا النقاء بين زياراتنا للحياة والوداع منها. بواسطة الموسيقى يمكننا أن نعتمد على شكل من أشكال التعبير العالي. هم بحاجة إلى الاستيقاظ لتشذيب نفسهم لبدء رحلة صادقة إلى لبنان وشعبه نعم بواسطة الموسيقى وبالتالي يمكن أن تكون بمثابة وسيلة للصحوة.
نصيحة تود اعطاءها للبنانيين ولذواقي موسيقاك؟
من فضلكم لا تغنوا الراب باللغة العربية عن سرقة المال من والدتك لشراء المخدرات. يرجى عدم ارتداء الملابس الداخلية الخاصة بهم وفوق الجينز الخاص. هل تحاول تقليد أسوأ شيء موجود لدى الثقافات. يرجى عدم التأشير بإبهامك الايمن والسبابة. “يو يو” هي خطوة تقوم بها مع أصابعك يعني: “أقل من صفر وأكبر من صفر علامات في وقت واحد. فهذا يعني حالتك هي دائما في نقطة الصفر، وسوف تحصل في أي مكان في الحياة على صفر. لم لا نعلم الغرب لدينا الدبكة، هو نوع من الرقص أكثر تعقيدا، بل الأهم هو رجولي وأكثر أناقة، لم لا نعلمهم أصل الموسيقى المتجسدة في الرحابنة وأغاني فيروز والسماح لهم بمقارنة كلماتنا بكلماتهم غير المرغوبة، ليستمعوا الى أناقة اليسا، وراغب، وعاصي، وغيرهم.
Privacy policy Terms and conditions Contact
© 2023 Ronnie Bassem – Ambient Music Producer.